top of page

مبادئ إعادة التأهيل

في أساس برنامج التدخّل، يكمن الإيمان بأن التدخّل المبكر في سن الطفولة المبكرة يعتبر حيويا جدا، ويلعب دورا حاسما في تطور الطفل ثقيل السمع والأصم،و بقدرته على تطوير إمكانية التواصل اللغوي والكلامي، وكذلك فهم دور الأهل، العائلة والمحيط القريب في إجراءات التربية وإعادة التأهيل. 

يعمل الطاقم متعدد التخصصات في م.ي.ح.ا وفقا لتوجّه شمولي وجهازي يتعامل مع الطفل وعالمه كوحدة واحدة ويرى في العائلة والمجتمع عنصرا بالغ الأهمية في سيرورة تطوّر الطفل. 

هنالك عدّة طرق لعلاج وإعادة تأهيل الأطفال ثقيلي السمع والصمّ.  ليست هنالك طريقة واحدة تهدف لتلبية احتياجات أي طفل ثقيل سمع أو أصمّ وعائلته. أحيانا، تكون هنالك حاجة للدمج بين طرق مختلفة.  لذلك، يملك طاقمنا المعرفة بكافة توجهات إعادة التأهيل الحديثة المتوفرة اليوم في مجال تربية وإعادة تأهيل الأطفال ثقيلي السمع والصم: 

 

التوجّه الفموي - يعتمد على الافتراض بأن غالبية الأطفال ثقيلي السمع والصمّ يملكون القدرة على اكتساب مهارات اللغة المحكية، وكلما كان تمكنهم في هذا المجال أكبر، فإن ذلك سيؤثر بصورة إيجابية على أدائهم بين أفراد المجتمع القادرين على السمع.  بحسب هذا التوجه، يتم التشديد بصورة كبيرة على استغلال بقايا القدرة على السمع، تمارين سمعية، استخدام أجهزة تكبير الصوت، تطوير الكلام بصورة صحيحة وقراءة الكلام - قراءة الشفاه (بلاوت، 1994). 

 

التوجّه الشمولي - يشجّع استخدام كافة الطرق الممكنة من أجل تشجيع التواصل بين الأطفال ثقيلي السمع والصم مع أترابهم الذين يسمعون.  يتم التشديد على استخدام أجهزة السمع، قراءة الكلام، تهجئة اللغة المؤشرة (الإشارات الموازية للكلام)، لغة الإشارة، القائمة كلغة بحد ذاتها، القراءة والكتابة.  في الأطر التربوية التي يتم تطبيق هذا التوجه فيها، يتم استخدام الإشارات، قراءة الشفاه والكلام في نفس الوقت.  قواعد هذا التوجه هي قواعد اللغة المحكية.  يهدف التواصل من هذا النوع إلى إكساب الطفل قدرا أفضل من التمكّن من اللغة المحكية (درومي، رينجولد، بلاوت، بن يتسحاك، بني نوكيد، وهيمل، 1993). 

 

التوجّه السماعي - الكلامي - يشدد على تطوير قدرة التعلم بالإصغاء لدى الطفل ثقيل السمع والأصم، تطوير اللغة المحكية والكلام. يعتمد التوجه على التشخيص المبكر لاضطرابات السمع؛ ملاءمة مبكرة لأجهزة السمع؛ العلاج التشخيصي المتواصل وصلة الشراكة بين العائلة والمختصين المهنيين.  يتعلم الأطفال، من خلال استخدام أجهزة تكبير الصوت (أجهزة السمع أو غرسة القوقعة)، كيفية الإصغاء إلى أصواتهم وأصوات الآخرين، نغمات المحيط والبيئة، وفهم التواصل المحكي وتطوير محادثة.

يشجّع التوجه السماعي- الكلامي ويرافق التطور الطبيعي للغة والحديث (وورن أستربروكس).

 

التوجّه الطبيعي - يعتمد العمل في م.ي.ح.ا على مبادئ برنامج التدخل بموجب مشروع "كيشر - تواصل" الذي يرتكز على التوجه الطبيعي. الفرضية الأساسية في التوجه الطبيعي هي أن الأطفال ثقيلي السمع والصم قادرون على تطوير اللغة من خلال سيرورة مشابهة، وبموجب نفس المراحل التي يكتسب من خلالها الأطفال القادرون على السمع، قدراتهم اللغوية.  من هنا، فإن إجراءات التدخل يجب أن تحصل ضمن إطار العلاقات الطبيعية في بيئة الطفل، ويجب أن تشجّع طرق تعليم اللغة الإجراءات والسيرورات العفوية والطبيعية، بصورة مشابهة للإجراءات والسيرورات التي تحصل بين الأمهات اللاتي يسمعن والأطفال الذين يسمعون.  يعتبر التواصل في إطار السياق التعليمي هاما جدا، ويلبي مجالات اهتمام الطفل، تجاربه وخبراته الشخصية.  (درومي ورينجوولد - فريمرمان، 1996)

 

يكون الأهل شركاء في اختيار توجّه إعادة التأهيل واتخاذ القرارات بشأن إعادة تأهيل ابنهم، بل إنهم يوجّهون ويحرّكون البرنامج العلاجي.  إنهم شركاء في تحديد أهداف العلاج وتطبيقها. 

bottom of page